كلمة السفير
التزامنا……
… تعود العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الأوروغواي الشرقية والمملكة العربية السعودية إلى سنوات عديدة مضت. منذ تأسست هذه العلاقات في عام 1974، خضع السياق الدولي لتغيرات عديدة وجوهرية في بعض الحالات والتي أثرت على البشرية جمعاء.
لقد ساهمت هذه التغيرات في تشكيل وتحديد معالم هوية كلا البلدين. واليوم، نجد أنفسنا نتحرك نحو هدف مشترك وهو السلام الدولي.
من ناحية أخرى ، فقد فرضت جغرافية كلا البلدين علينا ظروفاً معيشية، خصوصية ثقافية وعادات وتقاليد مختلفة؛ ونتيجة لهذه العوامل وغيرها، صار الاهتمام بالإنتاج مطلباً حيوياً.
وهكذا، نجد المملكة العربية السعودية الغنية بالموارد الأحفورية، تسعى بدأب لاستبدال هذه الموارد بأخرى مستدامة وذلك ضمن "رؤية 2030" ، التي تعرف بأنها مشروع تنموي شامل للبلاد يطمح إلى وضعها -في غضون سنوات قليلة- في مصاف القوى الكبرى في العالم. على صعيد آخر، تتمتع الأوروغواي بمستوى ثقافي عالٍ، حجم كبير من الإنتاج الغذائي، احتياطيات كبيرة من المياه العذبة وتطور تكنولوجي ملحوظ.
علاوة على ذلك، فإنه يبدو جلياً تحقيق كلا البلدين لدرجة مهمة جدًا من التكامل الاقتصادي التجاري. إلا أن إقامة علاقة ثنائية مبنية على الثقة والصداقة يحتاج إلى معرفة المزيد عن بعضنا البعض وتطوير الثقة المتبادلة بيننا.
إن الغرض الأساسي من هذا الموقع الالكتروني، هو أن يكون أداة مفيدة تسمح لنا بالتواصل بعمق أكبر وتسهيل الاتصال بين البلدين والمجتمعات بشكل عام، وبين قطاعي التصدير والاستيراد في الأوروغواي والمملكة العربية السعودية بشكل خاص.
إن السياق الدولي معقد وتنافسي بشكل متزايد، فالأسواق تربح وتخسر بسبب المتغيرات التي لا نملك سيطرة عليها، مما يجعلنا أكثرعرضة للخطر، كما تُفرض علينا تحديات جديدة بشكل مستمر. وفي المقابل، فإن السرعة شبه الفورية التي تصلنا بها المعلومات حول الأحداث الراهنة تجبرنا باستمرار، على أن نكون أكثر انتباهاً وعلى اطلاع دائم بمجريات الأحداث .
إن لدينا ثقة كاملة في مستقبل العلاقات الثنائية مع المملكة العربية السعودية وكذلك في الرياض كمحور استراتيجي يساهم في إعطاء الدفعة اللازمة لتواجدنا في: عمان، البحرين، الكويت والعراق كسفارة معتمدة لجمهورية الأوروغواي الشرقية لدى هذه البلدان.
انطلاقاً من ذلك، فإن سفارة الأوروغواي في المملكة العربية السعودية تعمل باستمرار على زيادة جهودها الرامية إلى تعزيز وتطوير الروابط التي تتيح لكلا المجتمعين التقارب والمساهمة في الجهد المبذول لمعرفة القيم الثقافية التي يقوم عليها المجتمعان؛ وذلك من أجل فهم تلك القيم، والغرض من السياسات المتبعة في البلدين وأهدافها واحتياجاتها.
هذا هو التزامنا.
الدكتور نيلسون جميل شعبان
سفير
الرياض، ديسمبر 2022